- Get link
- X
- Other Apps
المبحث الثالث: مراحل إدارة الأزمات:
يعد التعامل مع الأزمات احد المحاور المهمة في الإدارة
، حيث يقتضي التعامل مع الأزمات وجود نوع خاص من المديرين الذين يتسمون بالعديد من
المهارات منها الشجاعة و الثبات و الاتزان الانفعالي و القدرة على التفكير الإبداعي
و القدرة على الاتصال و الحوار و صياغة و رسم التكتيكات اللازمة للتعامل مع الأزمة.
و لقد اتفق معظم الكتاب و الباحثين على المراحل
الخمس لإدارة الأزمة و هي:
ï - المرحلة الأولى : اكتشاف إرشادات الإنذار : و تتمثل في التصرفات التي
تتخذ للحد من أسباب الأزمة و تقليل مخاطرها،
و تتضمن هذه المرحلة استشعار الإنذار المبكر الذي ينبئ بقرب وقوع الازمة ، و تمثل إشارات
الإنذار المبكر مشكلة حيث يستقبل المديرون العديد من أنواع الإشارات في نفس الوقت،
و يكون من الصعب عليها التقاط الإشارات الحقيقية و الهامة ، و قد يصعب التفرقة بين
الإشارات الخاصة بكل أزمة على حدا. إن جرس الإنذار أو صفارة الخطر هما بداية التفاعل
الايجابي للدفاع عن النفس و هو أمر مشروع وواجب.
ï - المرحلة الثانية : الاستعداد و الوقاية : و تمثل الأنشطة الهادفة إلى تغطية الإمكانيات و القدرات
و تدريب الأفراد و المجموعات على كيفية التعامل مع الأزمة و يجب أن يتوافر لدى المؤسسة استعدادات و أساليب
كافية للوقاية من الأزمات و يتلخص الهدف من الوقاية في اكتشاف نقاط الضعف في المؤسسة
و معالجتها قبل أن تستفحل و يصعب علاجها، و السعي من اجل منع الأزمة من الوقوع أو أن نديرها بشكل
أفضل و يتطلب ذلك إعداد مجموعة من السيناريوهات البديلة لمقابلة جميع الاحتمالات و
توقع المسارات التي يمكن أن تتخذها الأحداث و اختبار ذلك كله حتى يصبح دور كل فرد مألوفا
و واضحا.
ï - المرحلة الثالثة : احتواء الأضرار أو الحد منها : تعني هذه المرحلة تنفيذ خطة المواجهة التي تم وضعها
في المرحلة السابقة لتقليص الأضرار الناجمة عن الأزمة، إن الهدف من هذه المرحلة هو إيقاف سلسلة التأثيرات الناجمة
عن الأزمة و يتم احتواء الآثار الناجمة عن الأزمة و علاجها و تعتبر مهمة أساسية من
مهام إدارة الأزمات التي تهدف في المقام الأول إلى تقليل الخسائر لأدنى حد ممكن و لا
شك إن كفاءة و فعالية هذه المرحلة تعتمد إلى حد كبير على المرحلة السابقة التي تم فيها
الاستعداد و التحضير لمواجهة الأزمة، و من الضروري عزل الأزمة لمنعها من الانتشار في
بقية أجزاء المؤسسة أو في بقية الدول، كما
يجب أن يتفرغ المديرون للتعامل مع الأزمة و ترك الأمور العادية و اتخاذ القرارات الروتينية
لمن يمكن إنابتهم.
ï - المرحلة الرابعة: استعادة النشاط:
يجب أن تتوفر للمؤسسة خطط طويلة و قصيرة الأجل لإعادة الأوضاع لما كانت عليه
قبل الأزمة و استعادة مستويات النشاط، و هذه المرحلة هي مرحلة إعادة التوازن و تتطلب
قدرات فنية و إدارية و إمكانيات كبيرة و دعم مالي.
ï
- المرحلة الخامسة : التعلم
: و تتضمن دروس هامة تتعلمها المؤسسة من خبراتها
السابقة و كذلك من الخبرات الأخرى لمؤسسة التي تمر بأزمات معينة يمكن للمؤسسة أن تمر
بها ، و نجد قليلا من المؤسسات تقوم بمراجعة الدروس السابقة للتعلم من الأزمات التي
حدثت ، فالأمم الرشيدة هي التي لا تلقي بتجاربها المريرة في سلة النسيان.
Comments
Post a Comment
شكرا على اهتمامك